تعد عملية التربية من أصعب الأمور التي قد يقوم بها شخص بالغ، نظراً لحساسية طبيعة الطفل، وأهمية حمايته وتنشئته بطريقة صحيحة، وقد يعاني الكثير من الأهل من سلوك طفلهم العصبي، وردود أفعاله التي تترجم بالصراخ والعناد في كثير من الأحيان، لذلك تابعوا معنا في هذا المقال، سنقدم لكم مجموعة من النصائح للتعامل مع الطفل العصبي.

يميل الأطفال إلى القيام بالتصرفات الغاضبة أو العنيفة عادة، عدما لا يتم فهم مشاعرهم أو عندما لا يتمكنون من التعبير عنها، فمثلاً الطفل الذي لا يستطيع أن يشرح أنه حزين قد يسيء التصرف لجذب انتباهك، وهنا يأتي دور الأهل في مساعدة الطفل على معرفة مشاعره، ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعبير عنها، ابدأ بتعليم طفلك كلمات الشعور الأساسية مثل الجنون والحزن والسعادة والخوف، قم بتسمية مشاعر طفلك كأن تقول "يبدو أنك تشعر بالغضب حقًا الآن" ، وبمرور الوقت سوف يتعلم الطفل تسمية مشاعره، والتعبير عنها بطريقة أقل حدة.

علم طفلك ماذا يفعل عندما يبدأ في الشعور بالغضب، فبدلاً من أن يقوم برمي الأغراض المختلفة عندما يشعر بالإحباط، أو ضرب أخوته عندما يكون في قمة الغضب والانزعاج، علمه استراتيجيات صحية تساعد في التخلص من الغضب، شجع طفلك على الذهاب إلى غرفته بفترة قصير عندما يشعر بالغضب والعودة عندما يهدأ، كما يمكنك أن تعلمه ان ينخرط في أي نشاط يسبب الهدوء، كأن يقوم بالرسم والتلوين أو الاستماع إلى الموسيقى المفضلة، كلها خطوات ستساعد طفلك على فهم نفسه والتعبير عنها بطريقة صحية.

إن أحد أفضل الطرق لمساعدة الطفل الغاضب هو تعليم تقنيات معينة لإدارة الغضب، على سبيل المثال يمكن أن يهدئ التنفس بعمق، ذهن طفلك وجسمه عندما يكون غاضباً، علمه المشي السريع عند الشعور بالغضب أو العد إلى العشرة مثلاَ، وضع في اعتبارك أنه يحتاج الأطفال الغاضبون إلى قدر لا بأس به من التدريب، لمساعدتهم على ممارسة تلك المهارات عندما يشعرون بالضيق.

يقوم الطفل عادة بالغضب الشديد ويبدأ بالبكاء والصراخ، فيقوم الأهل بإعطائه لعبة مثلاً أو أي شيء يريده بشدة، عندها يتعلم أن نوبات الغضب المزاجية فعالة، وستجعله يحصل على ما يريد.

من الهام أن يعرف الطفل أن التصرف بعدوانية هو سلوك غير مقبول، وبالتالي سيكون له عواقبه التي تقع على الطفل في كل مرة يقوم فيها بالإساءة، فمثلاً إذا كسر طفلك شيئًا عندما كان غاضباً، فاجعله يساعد في إصلاحه أو اجعله يقوم بالأعمال المنزلية للمساعدة في جمع الأموال للإصلاحات.

إن تعريض طفلك للبرامج التلفزيونية العنيفة أو ألعاب الفيديو، في حال كان يعاني من سلوك عدواني لن يعود بالفائدة على سلوكه، لذلك امنعه من مشاهدة العنف وركز اهتمامه على الكتب والألعاب والعروض، التي تمثل مهارات حل النزاعات بطريقة صحيحة وصحية.