كيفية تجنب التسويف وإنجاز عملك
كيفية تجنب التسويف وإنجاز عملك
معظمنا يماطل، بل فلنقل: كلنا نماطل؛ حتى عندما أردتُ كتابة هذا المقال الذي تقرؤه أنت الآن فقد قمتُ بتأجيله!
جميعنا نقع تحت مشكلة التسويف في مرحلةٍ ما في حياتنا، فيما يلي 5 نصائح حول كيفية تجنب التسويف؛ الأمر الذي يساعدك على الخروج من دائرة الشلل والتوقف والبدء في الإنتاج بأعلى كفاءة.
شاهد أيضا :
1. تقليل عدد القرارات التي تحتاج إلى اتخاذها طوال اليوم
كل قرار نتخذه له عواقب تتعلق بالقدرة على تنفيذه. إذا استيقظت في الصباح الباكر يوماً ما ؛ فستحتاج إلى أن تسأل نفسك ، "ماذا علي أن أفعل اليوم؟"
حسنًا ، يبدو أنك على وشك المماطلة والتسويف في هذا اليوم.
إذا كنت تبدأ كل يوم جديد دون التفكير في ما تريد أن تنجزه في ذلك اليوم قبل وقت مبكر نسيباً ، فسوف تهدر جزءًا كبيرًا من طاقتك في التفكير فيما يجب فعله وما لا يجب فعله، وتبدأ سلسلة من الأسئلة في ذهنك :
هل يجب أن أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية اليوم أم أذهب غدًا؟
هل يجب أن أقول نعم لتناول الغداء مع باري بومباتز من قسم المحاسبة ، أم يجب أن أقوم بغداء سريع منفردًا حتى أتمكن من العودة إلى المكتب وإنهاء هذا العرض التقديمي؟
هل أرتدي هذا أم أرتدي ذاك؟
هل أقوم بأكل هذا أم بأكل ذاك؟
هل يكون الرد الآن أو في وقت لاحق؟
نسأل أنفسنا أسئلة مثل هذه طوال اليوم.
المشكلة هي أن الأسئلة تجبرنا على الرد بالإجابات ، والتي تجبرنا على اتخاذ القرارات ... وهذا يستنزف من ضبطك لنفسك ويجعلك متعبًا - مما يؤدي إلى المماطلة في فعلِ أي شيء ذي أهمية كبرى في حياتك.
النصيحة رقم احد لتجنب التسويف هي : تقليل عدد القرارات التي تحتاج إلى اتخاذها خلال يوم معين، وذلك باتخاذ تلك القرارات في وقت مبكر، أو خلق عادات حول مجالات معينة من حياتك لتعزيز فعاليتك ومنعك من استنزاف طاقتك من خلال التفكير فيما إذا كنت ستفعلها أم لا.
بعض الأمثلة:
- حدد مسبقًا أيام الأسبوع التي ستتمرن فيها بالضبط ، بدلاً من تحديدها يوماً تلو يوم.
- انتقِ ملابس الغد منذ الليل بدلاً من فعل ذلك صباح يوم العمل.
- اختر أهم عمل يجب القيام به غدًا ، وحدد وقتًا معيناً للقيام بذلك العمل.
ما هي بعض الأمثلة التي يمكنك التفكير فيها لتقليل عدد القرارات التي تتخذها في حياتك؟
سيؤدي القيام بذلك إلى تحرير الطاقة التي ستحتاج إليها من أجل الاستمرار في التركيز على القيام بالأشياء الكبيرة وذات المغزى ، بدلاً من المماطلة في القيام بالأشياء الصغيرة التي لا معنى لها.
2. انهِ يومَك قبل أن تبدأه
تبدأ هذه النصيحة حيث انتهت النصيحة رقم واحد؛ فأفضل قرار يمكنك اتخاذه لتجنب التسويف هو التخطيط لأيامك مسبقًا.
بدلاً من الاكتشاف الصادم لما ستفعله في أي يوم معين ، فإن الطريقة الأفضل للتعامل مع يومك هي أن تأخذ بضع دقائق في نهاية كل يوم لتخطيط سريع لليوم التالي.
على سبيل المثال؛ فإنني كل ليلة - قبل النوم - أكتب / أراجع خططي لليوم التالي ، والتي تشمل :
- الشيء الكبير الخاص بي الذي يجب إنجازه في ذلك اليوم. قد يكون ذلك الشيءُ مهمةً كبيرة أو هدفًا أو مشروعًا أحتاج إلى إحراز تقدم فيه.
- هذه هي عاداتي اليومية غير القابلة للتفاوض: التمرين ، المشي الطبيعي، التأمل اليومي ، القراءة (30 دقيقة كحد أدنى) ، العمل المتعلق بالإتقان ، والوقت الذي أقضيه مع الأشخاص الذين أحبهم.
وهكذا أكتب أي شيء آخر يجب القيام به في اليوم التالي.
بهذه الطريقة يتم منح أهدافي ومشاريعي الأكثر أهمية متسعًا من الوقت ليتم إنجازها، وعدم تأجيلها.
3. لا شيء بديل
"لا شيء بديل" هي نصيحة لتجنب التسويف صاغها روائي مؤثر في خيال الجريمة يدعى ريموند تشاندلر،حيث استخدمها كطريقة لتجنب المماطلة في كتاباته اليومية.
واجه تشاندلر صعوبة في الجلوس على لوحة المفاتيح وكتابة عدد كلمات محدد مسبقًا كل يوم مثله مثل أي كاتبٍ ناجح؛ لذلك طوّر طريقة أخرى للتغلب على التسويف وجعل نفسه يقوم بالعمل حيث كان يخصص 4 ساعات كل صباح ويعطي لنفسه إنذارًا:
"اكتبي أو لا تفعلي شيئًا على الإطلاق."
وينصح تشاندلر الكُتّابَ - وهذه النصحية تشمل الأشخاص من جميع المهن - الذين يعانون من التسويف أن يفعلوا الشيء نفسه:
"هو (أي : الكاتب) ليس مضطرًا للكتابة ، وإذا لم يكن يشعر بهذا الإحساس فلا ينبغي له أن يحاول الكتابة . يمكنه أن يقضي الوقت في النظر من خلال النافذة أو يقف على أمّ رأسه أو يتلوّى على الأرض ، لكنه لن يفعل أي شيء إيجابي آخر ،فهو لن يقرأ أو يكتب رسائل أو يلقي نظرة على مجلة أو يكتب شيكات ... إما أن اكتب وإما ألا أفعل شيئاً ".
كانت تلك فلسفة تشاندلر ، وقد نجحت بالنسبة له.
القواعد واضحة جدًا:
- أ) لست مضطرًا للكتابة أو العمل على أي شيء تريد العمل عليه.
- ب) لكنك أيضاً لا يمكنك فعل أي شيء مفيدٍ آخر.
مع وضع هذين الخيارين في الاعتبار ، في مرحلة ما ، ستبدأ العمل - حتى لو لم يكن هناك شيء آخر سوى منع نفسك من الشعور بالملل!
وعلى الرغم من أن عملك الخاص قد لا يكون بسيطًا ومُعروفًا بوضوح مثل أعمال تشاندلر ، يمكنك بالتأكيد الاستفادة من الوضوح الذي يأتي عبر تخصيص بعض الوقت لأيٍّ من التالي :
" إما ألا تفعل شيئًا ، وإما أن تركز على أهم شيء لديك" .
لتجربة ذلك بنفسك ، استخرج أهم هدف لك لصباح الغد وخصص 90 دقيقة من الوقت غير المنقطع للتركيز على هذا الهدف.
لا تفتح البريد الإلكتروني،ولا الهاتف الذكي،ولا فيسبوك، وقم بإيقاف تشغيل wifi الخاص بك إذا تطلب الأمر إغلاق كل ذلك؛ فهذا هو الوقت المناسب لك لرفع مستوى التركيز.
4. عادة العمل المُقبِل - التركيز على ما ستفعله
يناقش ديفيد ألين في كتابه "Getting Things Done" قوة "إضعاف عقلك" بذكاء من خلال اكتشاف الإجراء التالي الخاص بك لأي شيء معين تعمل عليه. إنها واحدة من أنضج الأفكار في الكتاب - ما عليك سوى معرفة الإجراء المحدد التالي الذي يتعين عليك اتخاذه لتقارب من الانتهاء ، ثم قم بتنفيذه ...
الآن ، ليس سراً أن التسويف يسبب الكثير من التوتر والضغط ... ولكن السر هو تلك الطريقة التي نخفف بها هذا الضغط.
مفتاح هذه النصيحة لتجنب التسويف هو معرفة الفعل البدني المُقبِل - مهما كان خفيفاً - الذي تحتاج إلى القيام به لتقديم شيء ما إلى الأمام ؛ سواء كان ذلك الشيء مهمةً أو مشروعًا أو مكالمة هاتفية أو أيَّ شيء آخر.
تريد أن تتعلم كيف تتوقف عن المماطلة؟
إذاً عليك تعلم كيف تحول تركيزك.
إن تحويل تركيزك إلى شيء يدركه عقلك على أنه قادر على القيام به يحدث فرقًا - بكل تأكيد - .
دعني أوضح لك ذلك :
فكر في عملٍ كنت تؤجله ؛ مثل الانتهاء من عمل عرض تقديمي . ركز الآن على الكيفية التي تجعلك تستشعر بأهميتها كلما فكرت في كيفية القيام بهذا العرض التقديمي. فكر في كل متطلبات ذلك العمل ، الآن : كيف هو شعورك؟
الآن قم بتحويل التركيز الخاص بك إلى شيء واحد بسيط يمكنك القيام به حالاً، ولنَقُلْ هذا العرض التقديمي ولو كان عرضاً قليلاً جداً، ربما تحتاج إلى محرك البحث google لجلب بعض الصور لتضمينها في العرض التقديمي. هذا ممكن جداً ، أليس كذلك؟
تأكد من الإجراء المُقبِل ثم افعلها.
الأساس المنطقي وراء طريقة الإجراء المُقبِل هذا يسير وهو :
عندما تفعل شيئًا يرى عقلك على أنه قادر على القيام به ، سترتفع طاقتك ، وسيزداد إحساسك بالاتجاه والقيادة بشكل كبير ؛ وستكون قادرًا على تحفيز نفسك لإنجاز كل ما تريد إنجازه !
نظرة ثاقبة قابلة للتنفيذ:
في أي وقت تشعر فيه أن التسويف يتسلّلُ إليك مرة أخرى ، يجب أن تعتبره بمثابة حافز لتقليل كل ما تشعر به مثل المماطلة في شيء بسيط وقابل للتنفيذ ... حتى لو كان شيئًا صغيرًا مثل فتح KeyNote وتسمية العرض التقديمي ...
خطوة صغيرة تؤدي إلى أخرى ... وأخرى ... وأخرى ... وقبل أن تعرفها ، لديك كم هائل من الواجبات .
5. ضبط البيئة الخاصة بك
إذا كنت مدمنًا على الكحول ، فأنت لن تحتفظ بها في المنزل وستبتعد عن الحانات والأشخاص الذين لا يمكنهم احترام قرارك بالتخلي عن تعاطيها .
على نفس المنوال ، نصيحتي الأخيرة لتجنب المماطلة في كل مكان هي إزالة الإشارات التي تُثيرُ عادات التسويف في دواخلك كأول خطوة .
إذا كنت لا تستطيع العمل في الأماكن العامة بسبب الحركة المستمرة والضجيج ، فابحث لك عن مكان هادئ للجلوس والتركيز.
لكي أكون قادرًا على تجنب المماطلة والتركيز ، أحتاج إلى إزالة كل إلهاء وشاغل محتمل من بيئة العمل من حولي - المادية والرقمية على حد سواء ...
اعتدت جهل جهاز iPhone الخاص بي في وضع"عدم الإزعاج" ووضعه على مكتبي أثناء عملي ، لكن إغراء إلقاء نظرة عليه والتحقق منه قادني إلى طريق التسويف في كثير من الأحيان منحرفاً عن مسار الإنتاجية.
الآن ، آخذ iPhone الخاص بي ، وأجعله في وضع "عدم الإزعاج" ، ثم أضعه في درج ليصعب عليّ للتحقق منه أثناء العمل... وهذا يجعلني أركز. تم أيضًا أقوم بتعطيل الإشعارات والتنبيهات الخاصة بي على جميع أجهزة الكمبيوتر . لقد توقفت أيضًا عن ارتداء Apple Watch في أي وقت إلا في وقت التمرين.
بصورة مركزية ، فإنني أحتاج إلى إلغاء التواصل قبل أن أتمكن من التركيز والعمل.
إذا كنت تريد تجنب التسويف ، فاختر ما يناسبك واجعل ذلك هو الإجراء المُقبِل في عملك!
تعليقات