كيفية التغلب على الخوف: 6 استراتيجيات قوية يمكنك البدء في استخدامها اليوم

 كيفية التغلب على الخوف: 6 استراتيجيات قوية يمكنك البدء في استخدامها اليوم






تستند مخاوفنا إلى طريقة تفكيرنا في الأمور؛ حيث يمكن أن تخلق عادات التفكير المدمرة الكثير من الخوف، وهو أمر غير ضروري وضار حقاً؛ ولكن يوجد العديد من السبل للتعامل مع هذه العادات عند ظهورها واستبدالها بعادات سليمة مع مرور الوقت؛ لذلك أود اليوم أن أشارككم 6 عادات فكرية مدمرة ومرهقة، وما يجب عليكم القيام به بدلاً من التفكير فيها باستمرار:


1. إبقاء مخاوفك غير واضحة أو محددة: 

يعيقك الخوف من القيام بعمل أو مَهمَّة معينة طالما هو غير واضح أو محدد، ويزداد قوة داخلك مع مرور الوقت. اطرح على نفسك هذا السؤال: "ما هو أسوأ ما قد يحدث فعلياً؟"، ولا تجب عن ذلك في ثانية أو اثنتين فحسب، بل اجلس واستخدم قلماً وورقة؛ إذ يجب أن تأخذ وقتك لتفكر حقاً في جواب شافٍ عن السؤال المطروح، وأن تكتب أسوأ الاحتمالات لما قد يحدث. سيساعدك هذا في: إضفاء الكثير من الوضوح على ما تخشاه بحق. إزالة بعض المخاوف الغامضة أو السيناريوهات الأسوأ التي ربَّما تتردد في ذهنك. إدراك أنَّ بإمكانك أن تعاود المحاولة من جديد، حتى ولو وقع السيناريو الأسوأ.


2. عدم مشاركة مخاوفك مع المقربين: 

عندما تحتفظ بمخاوفك لنفسك، فأنت تسمح لها بأخذ حيز كبير من مخيلتك وتكرار كابوس مريع في ذهنك؛ حيث يُسهِّل بقاؤك محاطاً بالمخاوف من كل جانب فقدان اتصالك بالواقع، وهذا أمر سيئ للغاية. قد تساعدك كتابة مخاوفك بالتأكيد، كما يمكنك مشاركة خوفك مع شخص آخر كخطوة للتغلب عليه؛ إذ قد تساعدك مشاركة أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك بعض الأفكار العقلانية ذات الصلة على التخلص من كابوس مخاوفك ومعرفة ماهيتها حقاً، وقد يحررك مجرد الحديث إلى شخص يصغي إليك حقاً من التوترات الداخلية المرتبطة بهذا الخوف.


3. التركيز على الجوانب التي تُعيق تقدمك: 

إنَّه لمن الصعب جداً المضي قدماً في حياتك إن ركزت على الأشياء السلبية التي قد تحدث لك إذا واجهت مخاوفك. أنت تحتاج إلى تغيير وجهة نظرك إلى الأمور، ويمكنك فعل ذلك من خلال التحدث إلى صديقك أو أحد أفراد أسرتك، وتبادل الأفكار والخبرات معه حول الفرص العديدة التي تنتظرك إن مضيت قدماً في حياتك؛ حيث يمكنك بذلك التركيز على الأمور الإيجابية، وعلى سبب رغبتك في التغلب على ما تخشاه. قد تساعدك بعض الأسئلة في العثور على منظور بنَّاء وإيجابي أكثر عندما تواجه خوفك، وهذه الأسئلة هي: ما هي الجوانب المحتملة التي أريدها، والتي بإمكاني الحصول عليها من خلال اتخاذ هذه الإجراءات؟ ما هي أوجه التقدم المحتملة التي يمكنني تحقيقها في غضون عام واحد أو خمسة أعوام إذا بدأت التحرك وفق هذا المسار؟ كيف ستكون حياتي بعد خمس سنوات إذا واصلت التحرك وفق مسار الخوف والتردد الذي أنا عليه اليوم؟ اطرح الأسئلة أعلاه على نفسك، ومن ثم ناقشها مع أحد أصدقائك، أو دوِّن الإجابات على قطعة من الورق، أو افعل الأمرين معاً.


4. إساءة تفسير المعلومات القليلة التي لديك: 

إنَّه لمن السهل أن تحظى بعدد من التجارب، ومن ثم تنظر إليها على أنَّها دليل دامغ على الخوف في حياتك. تساءَل عن مخاوفك وعمَّا تستند إليه، ومرة أخرى: استخدم قلماً وورقة، وفكر في ذكرياتك السابقة عن مخاوفك، وحاول أن تراها من منظور جديد بدلاً من الطريقة التي قد تنظر فيها إلى المواقف التي كانت سبباً لمخاوفك الحالية. سيساعدك القيام بذلك كثيراً، إنَّ ذكرياتنا غالباً ما تكون غير دقيقة وغير مفيدة إذا لم يُعَدْ النظر فيها لاحقاً؛ كما ستدرك أنَّ عقولنا تخلق استنتاجات وأنماطاً معينة بناء على أدلة أو تجارب قليلة، وهذا ما قد يسبب تعميم الخطأ على الحياة بمجملها.


5. محاولة الهرب من الخوف: 

يمكن أن يزداد الخوف الذي يسكنك قوة عندما تحاول إنكاره في حياتك والامتناع عن التفكير فيه. يمكن للتهرب من الخوف والامتناع عن التفكير فيه أن ينجح بلا أدنى شك، وقد يساعدك بألَّا تتوقف عن اتخاذ الإجراءات اللازمة؛ ولكنَّ تقبُّل الخوف أمر مفيد أحياناً. ينبغي عليك أن تتقبل فكرة وجود الخوف في حياتك بدلاً من إقناع نفسك بالتركيز بقوة على الجانب الإيجابي فحسب. أخبر نفسك بأمور إيجابية: مثل: "الخوف موجود، وأنا أشعر به؛ ولكنَّه شعور لحظي، وسيزول لاحقاً". تقبل شعور الخوف هذا: اسمح لنفسك بالشعور به، وتقبَّله في جسدك وتفكيرك؛ فرغم كونه مزعجاً بعض الشيء، إلَّا أنَّه موجود لوقت قصير فحسب. سيتراجع تأثير الخوف خلال وقت قصير إن تقبلته بصدر رحب، حتى يقل شعورك به أو يتلاشى بالكامل، ويصبح من السهل جداً التفكير في أفكار بنَّاءة مرة أخرى.


6. جعل اتخاذ إجراء جديد أو البدء بأمر معين أصعب ممَّا هو عليه: 

قد يؤدي اتخاذ إجراءات جديدة من خلال خطوات كبيرة وبطولية ومحفوفة بالمخاطر للتغلب على خوفك إلى مزيد من الخوف وعدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق. ينبغي للتغلب على الخوف عدم البدء بجميع الأمور التي تريد فعلها دفعة واحدة، بل البدء بخطوات صغيرة في كل مرة؛ أي أن تمضي قدماً باتخاذ إجراءات صغيرة وتقوم بها بأسرع وقت ممكن. يمكنك اتخاذ الخطوة الأولى ببطء إن أردت؛ فالأمر الأكثر أهمية هنا هو أن تبدأ بالمضي قدماً، وبتحفيز نفسك لتتمكن من اتخاذ عدد أكبر من الخطوات الصغيرة والبطيئة إلى الأمام. لن يؤدي القيام بالأشياء بهذه الطريقة إلى التطور المستمر فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى زيادة الثقة بالنفس، وتوسيع منطقة راحتك؛ وكل هذا من شأنه أن ييسر إلى حد كبير أيضاً اتخاذ خطوات أكبر في وقت لاحق إذا كنت ترغب في ذلك.


المصدر




تعليقات