عندما يصبح الذكاء لعنة.. ما الصعوبات التي يواجهها الأذكياء؟
عندما يصبح الذكاء لعنة.. ما الصعوبات التي يواجهها الأذكياء؟
رغم أن الذكاء العالي من الصفات الإيجابية التي تميز صاحبها، فإن أصحابه عادة ما يواجهون صعوبات كبيرة، إذ يتعين على ذوي الذكاء الخارق تطوير بعض الصفات على غرار الحسم والاجتهاد والرغبة في المخاطرة، فضلا عن التسامح مع الآخرين، مما يساعد على بلوغ النجاح المنشود.
وفي تقريرها الذي نشره موقع "آف.بي.ري" الروسي، استعرضت الكاتبة إفدوكيموفا إيرينا الصعوبات التي يواجهها الشخص الذكي عادة.
صعوبات التعبير عن عمق المشاعر
يمكن للأشخاص الأذكياء التباهي بامتلاك معجم غني وخطابات متجددة تبسط لهم مهمة التعبير عن مشاعرهم بالكلمات. في المقابل، يجد هؤلاء صعوبة في التعبير بشكل مفصل عما يخالجهم من مشاعر وأحاسيس. وفي الواقع، عادة ما يعمل الشخص الذكي على التحدث عن مشاعره بشكل منطقي ومستمر، مستخدما كل ذكائه خلال هذه العملية. علاوة على ذلك، عادة ما يستعين الأشخاص الذين يفتقرون إلى معجم لغوي غني بالتعبيرات الجسدية لوصف مشاعرهم، بما في ذلك الصراخ والقفز والضحك بصوت عال أو حتى البكاء، على عكس الأذكياء الذين يستغنون عن مثل هذه التصرفات. لكن في المقابل، عادة ما يمتلك الأشخاص ذوو القدرات المعرفية المتواضعة مستوى جيدا من الذكاء العاطفي، مدركين مشاعرهم وقادرين على التعبير عنها بوضوح، في حين يعجز الشخص الخارق الذكاء أحيانا عن التعبير عن مشاعره.
التوقعات العالية للأشخاص الآخرين
يصعب على الشخص الخارق الذكاء أن يتحدث عن نقاط ضعفه وعيوبه أمام الآخرين، فعادة ما يخاف ذوو القدرات المعرفية الكبيرة من الفشل، ويطاردهم الخوف من الخسارة منذ الصغر. ويعود ذلك لأسباب مختلفة من بينها طريقة التنشئة، وضغط الآباء ومطالبة أبنائهم بالحصول على درجات أحسن عند اكتشاف الذكاء الخارق الذي يتسم به الأبناء. إضافة إلى ذلك، يتوقع الآباء أن يحقق أبناؤهم إنجازات كبيرة، وأن يبلغ الذكي الصغير جميع غاياته، ومن ثم يتسبب أي إخفاق حتى لو كان طفيفا في إثارة قلقهم. ويعتبر ضغط الآباء وارتفاع سقف توقعاتهم من الأسباب التي تحول دون تمتع التلاميذ والطلاب المتفوقين بحياة مهنية ناجحة. وتؤدي المطالب الكثيرة للوالدين إلى زرع الخوف من الفشل في النفس، لذلك يتجنب العديد من الأذكياء المخاطرة، مما يجعلهم يضيعون فرصة النجاح.
عدم المثابرة والاجتهاد
عدم المثابرة والاجتهاد من الأسباب التي تؤدي إلى فشل الأشخاص الأذكياء. وفي الحقيقة، تساعد القدرات المعرفية العالية على حفظ المعلومات بسرعة ومعالجتها دون بذل الكثير من الجهد. وأظهرت الدراسات التي أجراها العلماء أن الذاكرة الجيدة والمهارات التحليلية لا تساهم دائما في تطوير يقظة الضمير. وعادة ما يعتقد الشخص الذكي أنه لا يحتاج إلى العمل الجاد لتحقيق نتيجة جيدة، مما يؤدي إلى الكسل ومخالفة أخلاقيات العمل.
غالبا ما يصحح أخطاء الآخرين
على صعيد آخر، كثيرا ما يواجه الأشخاص الأذكياء مشاكل في التواصل مع الآخرين. فعند ارتكاب المحاور خطأ فعليا أو لفظيا في المحادثة، يقوم الشخص الذكي بتصحيحه، وهذا يعتبر ضمن عاداته التي لا يمكنه التخلص منها. ومن هذا المنطلق، يعتبر البعض أن الإشارة المستمرة إلى أخطائه تمثل إهانة له، الأمر الذي يجعله يقطع علاقاته حتى مع أقاربه.
تضييع الوقت في التفكير
يميل الأشخاص الأذكياء إلى التفكير في الموقف لفترة طويلة وتقييمه من جميع الجوانب، مما قد يفاقم الشعور بالقلق. كما أنهم يفكرون بعناية، آخذين في الاعتبار العواقب المحتملة لقراراتهم. إلى جانب ذلك، يواجه الأذكياء صعوبة في تطبيق نظرياتهم بسبب التردد والتحليل المعمق للوضع لفترة طويلة، دون التوصل إلى قرار في بعض الأحيان.
أنا أعرف أنني لا أعرف
يعترف الشخص الذكي دائما بمحدودية معرفته، وكلما حصل على معلومات كثيرة أدرك أن ما اكتسبه يعدّ قليلا. لذلك غالبا ما يستهين الأذكياء بقدراتهم المعرفية. في المقابل، يميل الأشخاص ذوو الذكاء المنخفض إلى المبالغة في تقدير قدراتهم المعرفية. ويمكن أن يعوض ارتفاع احترام الذات لديهم، افتقارَهم إلى المعرفة في بعض الأحيان.
تعليقات