مكونات الكاريزما والجاذبية | اللطف والمودة

مكونات الكاريزما والجاذبية | اللطف والمودة 









الكاريزما، إنها تلك الطاقة الخفية التي يتمتّع بها الشخص وتجعل منه مغناطيسًا يجذب إليه الآخرين، ممّا يسهم في نجاحه على جميع الأصعدة سواءً كانت شخصية أو مهنية أو غيرها. وقد سبق أن ذكرنا أنّ الكاريزما تتكوّن من ثلاثة عناصر رئيسية: قوّة الحضور أو Presence. السلطة والقوة أو Power. المودّة والدفء أو Warmth. في هذا المقال، سنتحدّث عن العنصر الأخير من عناصر الكاريزما وهو المودّة والدفء. عندما تكون لطيفًا وودودًا، يراك الناس كشخص عطوف قريب إلى القلب، ومتفهّم لمشاعر الآخرين. وينعكس هذا إيجابًا عليهم فتجد هؤلاء الأشخاص مرتاحين للتواجد بالقرب منك، لأنّك تشبع لديهم الرغبة في أن يتمّ فهمهم والاعتناء بهم والاعتراف بقدراتهم. 
قدم اختبار تحليل الشخصية الآن! كيف أكون ودودا لأمتلك كاريزما ؟ من الجدير بالذكر أنّ اللطف هو من الأمور التي يعصب تزييفها، قد تستطيع التظاهر بأنك تصغي للشخص الذي أمامك، كما يمكنك التصرّف كأنك صاحب نفوذ وسلطة حتى لو لم تكن كذلك فعلاً، لكنّك لن تتمكّن على الإطلاق من تصنّع اللطف والمودة. ليس هذا وحسب، فأحد أسوأ الأمور التي قد تعود عليك بنتائج سلبية هو أن تكون لطيفًا مع الآخرين بهدف الحصول على شيء منهم بالمقابل. لا يعني هذا بالطبع ألاّ تنتظر من الآخرين شيئًا لكن المقصد هو ألاّ تجعل هذا الأمر دافعك الوحيد لتكون لطيفًا. وهنا قد تتساءل، كيف أكون ودودًا مع الآخرين؟ حتى تتمكّن من إظهار مشاعر اللطف والودّ تجاه الآخرين، لابدّ لك أوّلاً من أن تنمّي هذه المشاعر في داخلك وتطوّرها من خلال ما يلي:

 1- الامتنان 

القلب المليء بالامتنان، قلب سعيد يشعّ دفئًا ويظهر اللطف والمودة للآخرين، حيث أظهرت الدراسات واحدة تلو الأخرى أنّ الأشخاص الذين يمارسون تمارين الامتنان بشكل يومي هم في الغالب أكثر سعادة من غيرهم. فكّر كلّ يوم بنعمة أو أمر إيجابي تمتلكه ويجعلك ممتنًا لوجوده لديك، ولاحظ أثر ذلك على نفسك ومحيطك.

2- التعاطف 

البشر بطبيعتهم يرغبون في أن يتمّ فهم مشاعرهم وتقديرها، ويعدّ التعاطف من أهم العوامل التي تؤثر على نجاح العلاقات الشخصية والمهنية، لكنّ امتلاك هذه القدرة على وضع نفسك مكان الآخرين ومحاولة فهم ظروفهم ودوافعهم للتصرّف بطريقة معينة قد لا يكون أمرًا سهلاً، إلاّ أنه ليس مستحيلاً أيضًا.

كيف أظهر اللطف للآخرين ؟ 

لا يكفي أن تمتلك قلبًا طيبًا متعاطفًا وحسب، إذ عليك أن تحسن إظهار طيبتك ولطفك للآخرين، وهو أمر يفشل فيه الكثيرون، بل والبعض منهم لا يدرك أنّه يوصل لطفه بطريقة خاطئة. لذا إن كنت تجد في نفسك شخصًا طيبًا متعاطفًا مع الآخرين، إليك النصائح التالية التي تساعدك على إيصال هذه المشاعر للآخرين من حولك. 

1- تصرف وكأنك المضيف  
         
عندما يزورك أحد في المنزل، يكون همّك الأول أن تحسن ضيافته وتجعله يشعر بالراحة وبأنه مرحّب به. استعمل هذه العقلية في جميع تعاملاتك، وتخيّل نفسك المضيف في كلّ موقف تواجهه مع الآخرين. فكّر بطرق لتجعل الشخص الذي أمامك مرتاحًا وسعيدًا. ومع التدريب، سيصبح هذا الأمر عادة لديك ولن تحتاج للكثير من الجهد لتطبيقها.

2- امدح الآخرين بصدق 

ونركّز هنا على "الصدق"، فلا داعي للتملّق أو مدح الآخرين بما ليس فيهم أو بشكل مبالغ فيه. ليس عليك أن تمتدح خصالاً افلاطونية في الشخص الذي أمامك، يمكنك ببساطة أن تبدي إعجابًا بلباسه أو رائحة العطر الذي يضعه. أو ربما طريقة تصرّفه في موقف معيّن أمامك. جملة بسيطة مثل: "لقد أحببت تسريحة شعرك اليوم!" قد تكون سببًا في أن يقضي أحدهم يومًا سعيدًا، فلا تبخل بالكلمة الطيبة. 

3- أحسن استخدام صوتك 

لا تتمثل مهمّة الصوت الوحيدة في نقل المعلومة وحسب، بل لها القدرة على نقل المشاعر أيضًا. نعبّر عن الغضب عادة بالصوت العالي الجهوري، في حين تكون أصواتنا أخفض وأرقّ عندما نحاول أن نكون لطفاء. أسهل طريقة لتجعل صوتك أكثر لطف تتمثل في الابتسام أثناء الكلام وخفض صوتك، ويعدّ هذا الأمر مهمًّا أثناء التحدّث عبر الهاتف على وجه الخصوص، لأن صوتك هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن اللطف في هذه الحالة بغياب تعابير الوجه، ولغة الجسد. 

4- قلد لغة الجسد التي يستخدمها الشخص الذي أمامك 

أظهرت العديد من الدراسات، أنّ مجرّد نسخ لغة الجسد للشخص الذي أمامك وطريقة كلامه كفيلة بجعلك أكثر جاذبية. لكنّ السرّ في هذه الطريقة يمكن في القيام بذلك دون أن يلحظ الشخص الآخر هذا الأمر. إن كان محدّثك ذو صوت رقيق، أخفض صوتك أنت بعض الشيء. إذا انحنى إلى الخلف تمامًا على كرسيه، أرجع أنت ظهرك قليلاً إلى الوراء بعد بضع ثوانٍ. أو قم بتقليد حركته أثناء إعطائه شيئًا ما أو إخباره بأمر معين حتى تصرف انتباهه عن حقيقة أنّك تقلّده.

5- استرخي في جلستك 

صحيح أنّ وضعيات القوّة التي تطرّقنا إليها في المقال السابق تعطي انطباعًا بالثقة والنفوذ، إلاّ أنها في بعض المواقف قد تشعر الطرف الآخر بأنك شخص جامد، بارد المشاعر ومغرور. تجنّب استخدام هذه الوضعيات في المواقف التي تهدف خلالها إلى أن تكون لطيفًا ومتعاطفًا، وبدلاً من ذلك، اعتمد وضعية أكثر استرخاءً لتبدو كشخص ودود يسهل التقرّب منه. 

6- كن منفتحا 

ونعني هنا الانفتاح من الناحية الجسدية وليس العقلية. استخدم لغة الجسد التي تعطي انطباعًا بالانفتاح والرغبة في التواصل مع الطرف الآخر. بدلاً من ضمّ يديك، ضعهما جانبًا على الكرسي. بدلاً من وضع رجل فوق الأخرى، اترك ساقيك متباعدتين قليلاً، بدلاً من الجلوس خلف مكتب أو طاولة، أزل الحواجز بينك وبين الشخص الآخر.

7- ابتسم 

ما الذي يمنعك من رسم ابتسامة على محيّاك في كل الأوقات؟! إنها طريقة سهلة وبسيطة ويمكنها في ثوان معدودة أن تنقل إلى الآخرين من حولك اللطف والمودّة التي تريد إيصالها إليهم. ليس هذا وحسب، بل تجعلك الابتسامة تشعر بالدفء ينبعث في داخلك أيضًا. لا تحتفظ بها لوقت التقاط الصور وحسب، ابتسم على الدوام! 

8- تنبأ باحتياجات الآخرين 

عندما تعطي لأحدهم شيئًا قد يحتاجونه دون أن يطلبوا منك ذلك، سيشعرون بمدى لطفك، نظرًا لأن مثل هذه التصرّفات تدلّ على أنّك تفكّر فيهم وتهتمّ لأمرهم. لست بحاجة لأن تحقق جميع أحلامهم وأمنياتهم، فقط قدّم لهم شيئًا تعتقد أنّهم بحاجة إليه، ولاحظ أثر ذلك على تعاملهم معك.

9- قدم للآخرين مشروبا ساخنا 

المشروبات الساخنة تبعث في نفوس الآخرين مشاعر دافئة، وهذا ما يجعل المقاهي ومحلات الكوفي شوب مكانًا مثاليًا للمواعيد الغرامية الأولى واجتماعات الأعمال الأولية. استغلّ هذه الحيلة من علم النفس، واعرض على الأشخاص من حولك كوبًا من القهوة أو الشوكولا الساخنة، لتحصل على مشاعر دافئة منهم، وتنقل إليهم لطفك ومودّتك. 

10- تذكر التواريخ والتفاصيل الصغيرة 

لن تصدّق ما قد يحدثه تذكّر تاريخ ميلاد أحدهم عليه، ولا نعني بذلك كتابة جملة عادية على صفحته في الفيسبوك، وإنما اغتنام هذه الفرصة لإرسال بطاقة معايدة إليه أو رسالة خاصة للاطمئنان عليه وعلى أحواله. ومن الطرق الأخرى لإظهار المودة واللطف، تذكّر بعض التفاصيل عن الآخرين، والسؤال عنها، كتذكّر أسماء هؤلاء الأشخاص وأسماء أطفالهم، أو أفراد عائلتهم والسؤال عنهم. مثل هذا الأمر سيظهر مدى اهتمامك بهذا الشخص ورغبتك الصادقة في أن تتقرّب منه.

11- لا تخجل من طلب المساعدة 

نعم فاللطف لا يأتي من مساعدة الآخرين وحسب، بل ومن طلب المساعدة منهم أيضًا، لأنك من خلال ذلك تشعرهم بمدى أهميتهم وامتلاكهم لسبل التأثير من حولهم. لا يعني هذا بالطبع أن تطلب منهم أمورًا تعجيزية أو مهامًا صعبة، ولكن بادر بطلب العون في أمور بسيطة للغاية، كأن تأخذ رأيهم في أمر يحيّرك، أو أن تستعير منهم كتابا طالما رغبت في قرائته. 

الخلاصة 

نستنتج ممّا سبق، أنّ الكاريزما ليست أمرًا تولد به، وإنّما هي مجموعة من الصفات والخصال التي تطوّرها وتنميها من خلال التمرين والتدريب. ومع مرور الوقت ستصبح أكثر قدرة على الموازنة بين عناصر الكاريزما الثلاثة وتحديد متى تستخدم كلّا منها للوصول إلى الجاذبية التي تطمح إليها. لابدّ في الأخير أن ننبّه على أنّ الكاريزما هي سلاح ذو حدّين، هناك من يستخدمها لجذب الآخرين والعمل معهم على النجاح والتطوّر، في حين يستخدمها البعض للتحكّم في الآخرين والسيطرة عليهم. احرص دومًا على أن تجعل هدفك نبيلاً، كن شخصًا ذا كاريزما لتكتسب مزيدًا من الأصدقاء، لتعثر على وظيفة أحلامك، لتبحث عن شريك حياتك، أو لتنجح في عملك وتكون قياديًا مميزًا، وابتعد عن جعلها وسيلة لخداع الآخرين والتحكّم فيهم. 




تعليقات