7 دروس حياتية يتعلمها الناس بعد فوات الاوان
7 دروس حياتية يتعلمها الناس بعد فوات الاوان
لا تخلو الحياة التي نعيشها من الدروس والعبر التي غالبًا ما نتعلّمها بالطريقة الصعبة، ولعلّ أصعب جزء من مسيرة التعلّم هذه هو أن الكثيرين يفهمون العبرة بعد فوات الأوان، الأمر الذي يجعلهم يندمون في نهاية المطاف على عدم استغلال الفرص التي كانت متاحة أمامهم في الوقت المناسب.
لذا، لا ضير أبدًا من التعرّف على بعض الدروس التي تعلّمها الآخرون قبلنا، ومحاولة الاستفادة منها باكرًا قبل أن يصبح الوقت متأخرًا جدًا على التغيّر والمحاولة من جديد. لقد جمعنا لكم اليوم، 7 دروس حياتية مهمّة غالبًا ما يدركها الناس بعد فوات الأوان.
1- إن كنت ترغب في فعل ما تحبّ عليك إذن بذل جهد مضاعف
معظم الناس ينفقون حياتهم ليس في فعل ما يحبّونه وإنّما في القيام بما يُفترض بهم أن يفعلوه، أو ما قيل لهم أنّهم يجب أن يفعلوه من قبل أصدقائهم وعائلاتهم. وأمّا الفئة الأسوأ، فهم أولئك الذين يقضون حياتهم في العدم، فلا يسعون إلى شيء ولا يحاولون تحقيق أيّ شيء على الإطلاق.
تذكّر دومًا أنّ القيام بما تحبّه حقًا ويروي شغفك، هو امتياز وشرف لا يعرف عنه الكثيرون، وإذا كنت ترغب حقًا في المضي وراء أحلامك، فعليك إذن البدء بالعمل الآن وبذل كامل جهدك بل وضعف ما يبذله الآخرون لتصل إلى مبتغاك. لكن احرص دومًا على الاستمتاع برحلتك نحو الحلم، وإلاّ فاعلم أنّك لست على الدرب الصحيح.
2- لا يوجد وراء الغضب سوى الخوف
لقد صدق المعلّم يودا Yoda في فيلم حرب النجوم عندما قال: "الخوف ليس سوى درب إلى الظلام، فهو يقود إلى الغضب والغضب يقود للكراهية التي لا تؤدي إلاّ إلى المعاناة". في كلّ مرّة نعاني فيها، وخاصة تلك المعاناة التي تستمرّ لفترات طويلة، نؤمن بأن السبب وراء معاناتنا هو أمر خارج عن إرادتنا، أو شيء نكرهه. ولكن بمجرّد أن نغوص أعمق قليلاً في دواخلنا، سنجد أنّ ما يرقد تحت الكراهية هو مشاعر الغضب اتجاه أمر أو شيء ما، وعلى الأرجح فقد كتمنا هذه المشاعر لفترات طويلة.
لكن ما يتخفّى وراء كلّ هذه المشاعر حقًا هو الخوف. الخوف من الضعف، من التخلّي عمّا يؤلمنا، من المستقبل، ومن كلّ شيء مجهول بالنسبة لنا. إلاّ أننا إذا تقبلنا هذا الخوف، واعترفنا بوجوده في دواخلنا، سيبدأ بالتلاشي على الفور، مبدّدًا بذلك جميع مشاعر الغضب والكراهية ومتيحًا لنا الفرصة للتقدّم في الحياة.
3- عاداتك اليومية تشكّل مستقبلك
لا تستهن على الإطلاق بما تفعله اليوم مهما كان بسيطًا، فكلّ ما تقوم به اليوم يشكّل ما ستكون عليه في الغد. عندما تواظب على القيام بفعل ما لمدّة أسبوع، سيبدأ عقلك بالإعداد للتغير. عندما تواظب على القيام بهذا الأمر لمدّة شهر ستبدأ بملاحظة التغيّر في شخصيّتك. أمّا إذا استمررت على هذا المنوال والتزمت بهذه العادة لمدّة سنة أو أكثر، فأنت لن تعرف نفسك بعدها! ستكون بعد مرور سنة شخصًا آخر مختلفًا تمامًا. لا تقلّل أبدًا من أهمية العادات البسيطة التي تلتزم بها، إذ إنها بغضّ النظر عن طبيعتها (إيجابية كانت أو سلبية) ستشكّل شخصيتك في المستقبل.
4- مشاعرك قابلة للتدريب
عندما نتحدّث عن التدريب والتمرين، فغالبًا ما يخطر ببالنا تدريب المهارات وتطويرها، ولكن هل فكّرت أن مشاعرك قابلة للتمرين أيضًا؟ نعم، تمامًا كما تتمرّن على العزف أو لعب كرة القدم أو الخطابة أو غيرها من المهارات، فأنت قادر أن تمرّن نفسك على التسامح أو الغضب، تستطيع تمرين نفسك على خفّة الدم، كما تستطيع تدريب نفسك على السلبية والإحباط. إنّ تكوينك العاطفي اليومي ما هو إلاّ نتيجة لما تمرّنت عليه عن وعي أو في اللاوعي، فأنت لم تولد غاضبًا ولكنّك عوّدت نفسك على الشعور بالغضب حتى ما عدت تتذكّر كيف تكون هادئ الأعصاب، والأمر ينطبق على مختلف المشاعر الأخرى التي نعيشها في حياتنا.
5- كلّ واحد يعيش لنفسه
كثيرًا ما نسمع جملاً تحمل هذا المعنى، الكلّ يفكّر في نفسه، أو الكلّ يعيش لنفسه فقط، وغالبًا ما يُنظر إلى هذه الجملة بطريقة سلبية. لكن ماذا لو انتهجنا منظورًا آخر للتفكير فيها؟ فكّر في الأمر، جميعنا نسعى في نهاية المطاف لأن نقدّم لأنفسنا، جميعنا نمتلك أحلامًا وأهدافًا خاصّة بنا. هنالك بالطبع أشخاص نثق بهم وبوقوفهم إلى جانبنا، لكنّ الطريقة المثلى لتجنّب الخيبات وبناء علاقات سليمة مع الآخرين تكمن في الوعي بأنّ لكلّ شخص حياته ومصالحه الخاصة التي يسعى لتحقيقها، لا تتوقّع من الآخرين أن يفضّلوك ويقدّموك على أنفسهم، قد يفعلون ذلك لفترة من الوقت لكنهم سيعودون إلى طريقهم الخاص بعد فترة وجيزة، لذا لا تحاول السيطرة على أحد، ولا تقدّم أحدًا على حساب نفسك.
بدلاً من ذلك، ضع نصب عينيك أن تساعد الآخرين للمضي من أجل تحقيق أحلامهم الخاصة، واطلب مساعدتهم إن احتجت إليها. بهذه الطريقة ستجد أنّ علاقاتك تسير في الاتجاه السليم، ولن تصيبك خيبات أمل من الآخرين إطلاقًا.
6- متعة الرحلة لن يضاهيها تحقيق الهدف
كثيرون من يؤجلون الشعور بالفرح والسعادة إلى أن يحققوا أهدافهم. تذكّر، ألم تقل لنفسك يومًا أنّك ستحتفل عندما تحصل على الوظيفة التي تمنيتها؟ أو ستكافئ نفسك عندما تحقّق ذلك الهدف؟ بل ألم تؤجل حتى أخذ إجازة أو قسط من الراحة إلى أن تنهي العمل على ذلك المشروع؟
أن تضع نصب عينيك هدفًا ساميًا وتعمل لتحقيقه أمر مميّز ونبيل للغاية، ولكن أن تضحي بسعادتك وسعادة من حولك في سبيل تحقيق هذا الهدف هو أمر خاطئ تمامًا. مهما كان هدفك عظيمًا فهو لا يستحق على الإطلاق أن تضحي بصحتك أو سعادتك من أجله، وكن على يقين من أنّك إذا لم تستمتع قدر الإمكان خلال رحلتك لتحقيق طموحك، فلن تجد في نهاية الطريق سوى الخيبة.
7- العمل الجادّ والضحك أمران متناغمان
تعتمد هذه النقطة على سابقتها، فهناك الكثير ممّن يؤمنون بأنّ الضحك يعني أنّك لا تأخذ الأمور على محمل الجدّ. وأنّ السعادة لا يجب أن تتواجد أثناء العمل والسعي، كما لو أنّ فطرة الإنسان قد جبلت على التعب والحزن والمعاناة!
هذا التفكير خاطئ تمامًا وبعيد كلّ البعد عن الفطرة البشرية، فالأفكار الرائعة تظهر في حالات الاسترخاء، والإبداعية تتفجّر في أوقات الفرح والسعادة. والعلاقات الإنسانية تبدأ بضحكة أو ابتسامة، لذا فالضحك والفرح أثناء العمل أو خلال حلّ المشكلات سيفتح أمامك إمكانيات جديدة وطاقات كامنة لم تكن لتخطر لك وأنت في حالة الاكتئاب.
ابدأ الآن بتغيير أفكار ومعتقداتك ولا تدع القناعات الجامدة التي تحيط بك تسيطر عليك، فيمضي الوقت وتكتشف بعد فوات الأوان أنّ الحياة أبسط وأسهل ممّا تمّ تصويرها لك. تذكّر دومًا أنّك عندما تستمتع بكلّ لحظة وتبذل كلّ جهدك لتحقيق شغفك فعندها فقط ستكون حيًّا حقًا.
تعليقات