7 خطوات للتوقف عن التذمر المستمر!

7 خطوات للتوقف عن التذمر المستمر!







يعتبر الكثيرون أن التذمر هو أمر طبيعي بسبب الظروف المرهقة التي يمر بها الإنسان، ولكنه يؤثر بشكل سلبي على أدمغتنا وصحتنا الجسدية، فبسبب التذمر ترتفع نسبة الحزن والكآبة، إلى جانب الشعور بعدم الرضا الدائم في حياتنا.

تُظهر العديد من الأبحاث أن الناس يتذمرون مرة في كل دقيقة خلال أي محادثة، وذلك لأن التذمر يعطي شعوراً مؤقتاً بالاستمتاع، ولكن كالعديد من الأشياء الضارة في حياتنا والتي نعتبرها ممتعة مثل تناول الوجبات السريعة أو التدخين، فالتذمر يعتبر مضراً أيضاً، فهو مرتبط ارتباطاً تاماً بالتوتر السلبي، حيث يُعد التذمر مسؤولًا عن إفراز هرمون التوتر "الكورتيزول"، الذي يؤدي بدوره إلى إضعاف الجهاز المناعي، وجعله أكثر عرضة لارتفاع الكوليسترول في الدم وأمراض القلب والسمنة، كما يجعل الدماغ أكثر عرضة للسكتات، وغيرها من الأمراض، مثل السكري أو الربو، إلى جانب زيادة الصداع وآلام المفاصل والاكتئاب، والطريقة الوحيدة للتخلص من هذه الأعراض هي بالتوقف عن الشكوى والتذمر بشكل مستمر.

سنتناول في هذا المقال سبع خطوات مهمة جداً وسهلة التطبيق للتخلص من التذمر المتنكر في حياتنا اليومية بشكل نهائي.

أولاً: غذِ الأفكار الإيجابية

يمكنك تغذية الأفكار الإيجابية في حياتك من خلال تغيير طريقة تفكيرك، هو أمر قوله أسهل بكثير من تطبيقه، ولكنه يصبح سهلاً عند زراعة فكرة إمكانية حدوثه على أرض الواقع، فمن الممكن أن نفعل مشكلة من لا شيء، وذلك بسبب كيفية إدراكنا لها، حيث أنها قد تكون مجرد فكرة، نغذيها بطريقة سلبية فتنتج لدينا مشكلة، ولكن إن واجهنا الأمر من منظور إيجابي، فإن إدراكنا لهذه الفكرة سيتخلف تماماً، ولن تكون هناك مشكلة من الأساس.

هناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بتوتر دائم حول أن يكون أطفالهم مثاليين دائماً، أو حول حصولهم على الوظيفة المثالية، أو شريك الحياة المثالي، وبالتالي لديهم حاجة دائمة للتذمر إن لم تكن حياتهم على أكمل وجه كما كانو يعتقدون، ولكن يمكنهم تغيير ذلك من خلال تقبل فكرة أنه لا مكان للكمال في هذه الحياة، ولا يتمتع أي أحد بهذه الميزة أبداً، فكل منا لديه نواقصه. ومن خلال تغذية هذه الفكرة وتقبل النواقص في حياتنا وحياة من حولنا، فإن ذلك سيقلل كثيرا من التوتر والتذمر.

ثانياً: تعلّم أن تتكيف

الأمر المؤكد الوحيد في الحياة هو أن الأشياء لا تبقى على حالها، والتغيير قادم في أي وقت من الأوقات. هناك بعض التغييرات السلبية التي قد تحصل في حياتنا اليومية، مثل فقدان الوظيفة أو الانفصال عن شريك الحياة، والتي لها أثر سلبي قوي على نفسية الإنسان، وللتخلص من الشعور بالحزن المصاحب لمثل هذه الأمور، يجب على الإنسان أن يتقبلها ويرضى بأنها قد حدثت، ولا مجال للعودة بالزمن للماضي وتغييرها.

إن اختلاء الإنسان بنفسه لفترة بسيطة يعيش فيها حزنه مع محاولته للتكيف مع الوضع الجديد، يساعد كثيراً في التغلب على الشعور السلبي الناتج من هذا التغيير، كما يمكن للإنسان أن يعتبره تجربة وفرصة إيجابية للتجديد والتطوير، بدلاً من أن يكون عقبة لا يمكن تخطيها. فمن الممكن أن يكون تركك لوظيفتك القديمة محطة انتقالية إلى ما هو جديد، مثل وظيفة أفضل، أو البدء بعملك الخاص، أو تطوير مهاراتك واكتشاف مواهبك التي من الممكن أنك لم تكن تعلم عنها مسبقاً.

ثالثاً: كن أكثر وعياً

لا يمكن تغيير الماضي أبداً، ولا جدوى من القلق حول المستقبل، حيث أن كل ما عليك فعله هو أن تفكر في "الآن"، وهي اللحظة الحالية وكيفية الاستمتاع بها، فإن التذمر حول ما حدث في الماضي أو ما قد سيحدث في المستقبل هو تمرين عقلي سلبي لا جدوى منه، وبدلاً من أن تصرف طاقتك وجهدك في التذمر والتفكير بما حدث وما قد يحدث، كرس هذه الطاقة في ما يمكنك أن تستثمر فيه الثواني والدقائق الحالية من حياتك لتفادي الأخطاء التي وقعت بها في ماضيك والتصرف بشكل صحيح في حاضرك ومستقبلك.

يمكنك فعل ذلك من خلال القراءة مثلاً عن كيفية تطوير الذات، أو تعلّم لغة جديدة، أو تعلم مهارات في البحث عن عمل جديد، أو تبديل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية من خلال حضور العديد من الدورات المجانية عبر الإنترنت التي يوفرها المطوريين الذاتيين، ومن أشهرهم الدكتور أحمد عمارة، والمدرب الحياتي عيسى عساف، التي تعطيك التكتيكات النفسية والعملية لفعل ذلك.

رابعاً: كن حازماً

التخلص من عادة التذمر السلبية لا تعني بأن تكون شخصاً يفعل ما لا يريد لأنه لا يريد أن يتذمر، فالحزم هو طريقة فعالة توضح للآخرين واجباتك تجاههم إلى جانب حقوقك عليهم، والحزم يعني قدرتك على أن تقول للآخرين "لا"، بدلاً من تذمرك من أمر ليس لديك القدرة على القيام به. يمكنك إظهار حزمك للآخرين من خلال لغة جسدك، فمثلاً الثقة بالنفس التي تظهر من خلال وقوفك بشكل مستقيم، أو مصافحتك الآخرين بحرارة، أو حديثك الذي لا يحتاج لتفسير لفهم وجهة نظرك، وتجنبك التأتأة التي قد تضغك في مواقف محرجة، كلها علامات تدل على ثقتك بنفسك، والتي بدورها تضع حدوداً للأشخاص من حولك ولا تسمح لهم بتعريضك لمواقف تجعلك شخصاً متذمراً.

خامساً: لا تحكم على الآخرين

جميع الأشخاص بمن فيهم أنت خطاؤون، حيث أن انتقادك لأخطاء الآخرين أو حكمك عليهم بأنهم على خطأ أو صواب، يدعوك إلى التذمر المستمر ويجعلك في حالة توتر دائمة. يجب أن تحذف من قاموسك جميع المفردات التي قد تضعك في دائرة التذمر من تصرفات الآخرين، مثل أن تقول "فعل فلان كذا لأنه لا يثق بي" أو "أن فلان فعل كذا لأنه متكبر"، أنت لا تستطيع التحكم دائماً بقرارات الآخرين، وبالتالي لا يمكنك الحكم عليهم أبداً، فأنت لا تعلم الظروف التي أدت بهم إلى التصرف بهذا الشكل واتخاذ بعض القرارات، كما أنك لست بالضروري أن تكون على صواب دائماً، فمن الممكن أن يكون حكمك عليهم هو الخاطئ، وقراراتهم هي الصحيحة. عندما يتبادر إلى ذهنك أي حكم على الآخرين، حاول أن لا تغذي هذه الفكرة، وتحوَّل عنها بإشغال نفسك بما هو مفيد لوقتك، كما أن للكلام الطيب الذي تتحدث به مع الآخرين أو مع نفسك دور كبير في التأثير على حياتك بشكل إيجابي، وهو وسيلة جيدة تبعدك عن التذمر إلى الأبد.

سادساً: كن مسؤولاً عن أخطائك فقط

أنت لست مسؤولاً عن أخطاء الآخرين ولست مجبوراً على تحمل تذمرهم مما يحدث لهم، حاول أن لا تكون مع الناس الذين يتذمرون دائماً بسبب أخطائهم، فإنهم بذلك ينقلون لك طاقتهم السلبية، وقد تصبح متذمراً مثلهم. فلا ضرر من أن تكون أنانياً قليلاً، وأن ترفض الاستماع لشكوى الأشخاص في وقت ليس مخصص لذلك، وعند استماعك لشكواهم، حاول قدر الإمكان بأن لا تتأثر بهم، وأن تغير منظورهم السلبي عن الموقف إلى منظور إيجابي يخلصهم من عادة التذمر السلبية هذه.

سابعاً: تقدم في حياتك إلى الأمام

لا تسمح لعقبات الحياة مهما كانت أن تمنعك من التقدم والتطور لما هو أفضل في حياتك، حيث أنه من المؤكد أنك ستجد العديد من الأشخاص أو الظروف التي ستمنعك من ذلك، ولكن لا يوجد هناك عذر يمنعك من القضاء على الظروف السيئة أو الابتعاد عن الأشخاص السلبيين. تذكر أن جميع المواقف في الحياة جيدة كانت أو سيئة ستمضي، والمشاكل الحياتية لا يمكنها أن تستمر للأبد، وهي أمور مؤقته ستعبر وتأخذ وقتها وتمضي، أنت بدورك من يتحكم في مدة بقائها وتأثيرها عليك من خلال طريقة تفكيرك بها، فإن فكرت بها بطريقة سلبية، ستبقى ملازمة لك لفترة طويلة، وستؤثر على جوانب حياتك النفسية والاجتماعية والمادية، أما لو فكرت بها من منظور إيجابي، فبالتأكيد ستجتازها وستبحث عن كيفية حلها.

بمجرد اتباعك لهذه الخطوات البسيطة والابتعاد عن عادة التذمر السلبية، فإنك ستحظى بحياة خالية من المشاكل، مليئة بالطاقة الإيجابية والنجاح والثقة، فلا تزعج نفسك بما يضرها وكن لطيفاً معها على الدوام.

تعليقات