7 طرق مثبتة علميا لجذب انتباه الآخرين

7 طرق مثبتة علميا لجذب انتباه الآخرين







سواءً كنت رائد أعمال صاعدًا تسعى لتسويق شركتك أمام المستثمرين، أو موظفًا تحاول حمل أن تثير إعجاب مديرك بمجهودك أو متحدّثًا تسعى لجعل جمهورك يصغي إليك، فأنت في معظم الحالات تحاول جذب اهتمام الآخرين إليك. وقد تجد ذلك صعبًا، إذ إنه بالرغم من كلّ محاولاتك، فأنت لا تحصل على النتيجة التي تريدها.
كيف تكون شخصًا مميزًا إذن؟
سنلخّص في مقال اليوم هذه الطرق أو المحفّزات السبعة المثبتة علميًا لجذب اهتمام الآخرين.

1- الغموض Mystery

يركّز العقل في العادة على الأمور غير المكتملة أو الناقصة أكثر من تركيزه على ما هو واضح وكامل. لذا يمكنك استغلال هذا الأمر لصالحك، والاستفادة منه لجذب انتباه الآخرين إليك من خلال الآتي:إذا التقيت شخصا للمرة الأولى، فلا تبادر بإخباره بكل شيء عن حياتك وأفكارك ووجهات نظرك، كن غامضًا ودعه يحاول اكتشاف هذا الغموض.
في اجتماعات العمل التقديمية، احرص ألاّ تزيد مدّة الاجتماع عن 45 دقيقة، واترك مجالاً للنقاش خلال اجتماعات لاحقة وفرص تواصل أخرى.
بدلاً من الإسهاب في التحدّث عن نفسك وتفاصيل حياتك، اطرح أسئلة على الآخرين حتى تضمن استمرار الحديث دون الحاجة لكشف عن الكثير حول نفسك.

2- السمعة Reputation

نحن البشر بطبيعتنا نميل إلى التعامل مع كلّ ما هو موثوق وننجذب إليه، بل إننا قد ندفع مبالغ مالية كبيرة للغاية مقابل أيّ خدمة موثوقة. لذا عليك أولاً وقبل أيّ شيء أن تقنع الشخص الذي أمامك بأنك تستحقّ الثقة حتى تتمكّن من حمله على الاستماع إليك والأخذ برأيك.
يمكنك ذلك من خلال الحديث عن مؤهلاتك وخبراتك، أو تدعيم حديثك باقتباسات من أشخاص معروفين وموثوق بهم في المجال الذي تتحدّث عنه. لكن احرص على ألاّ تبدو مغرورًا أو معتدًّا بنفسك.

3- المكافأة وخلق الرغبة Reward

ربّما سبق لك أن سمعت عن الدوبامين، وهو ناقل عصبي يتمّ ربطه في الغالب بالشعور بالسعادة، لكنّه في الواقع أكثر ارتباطًا بالرغبة والدافع، إنّه يشعل رغبتنا في الحصول على شيء ما، كالطعام أو المال أو غير ذلك من المكافآت المادية والمعنوية.
إن كنت ترغب في جذب انتباه الآخرين، عليك أن تؤجّج رغبتهم في البقاء حولك من خلال تقديم عروض لمكافآت مادية (حوافز أو رواتب مغرية بالنسبة لأرباب العمل) أو معنوية (كالتطور الشخصي، وفرص التدريب أو تنمية المهارات)، بمعنى آخر اجعل الطرف الآخر يشعر بأنّ رفقتك أو البقاء معك أمر ممتع مليء بالشغف والمفاجآت.

4- كسر النمط المعتاد Disruption

من أهم مميزات العقل البشري أنّه ينتبه دائمًا إلى كلّ ما يخالف توقّعاته. سواءً كان ذلك بطريقة إيجابية أو سلبية:في حال خالف توقّعاتنا بطريقة إيجابية، فسوف ننظر إليه على أنّه ذو قيمة أعلى.
وبالعكس، إن خالف توقّعنا بطريقة سلبية فسوف نرسم فكرة عنه أنّه ذو قيمة أقلّ وأدنى.
كيف تكون مميزا من خلال كسر النمط المعتاد؟
فما رأيك أن تستخدم هذه الخدعة في جذب انتباه الآخرين، لكن بطريقة إيجابية طبعًا!
يمكنك ذلك من الخلال القيام بأيّ من التالي:اطرح سؤالاً غير متوقّع على الآخرين.
حطّم رقمًا قياسيًا في مجال معيّن.
قم بإنهاء مهمّة صعبة قبل الموعد النهائي لتسليمها.
ادعُ مديرك أو زميلك أو الشخص الذي ترغب في جذب انتباهه إلى نزهة على الأقدام بدلاً من احتساء كوب من القهوة.
هنالك بلا شكّ آلاف الطرق للقيام بهذا الأمر، ما عليك سوى أن تفكّر بطريقة مختلفة. اسعَ للقيام بالأمور من حولك بشكل آخر غير الذي اعتدتَ عليه، أو الذي اعتاد عليه الآخرون منك، ولاحظ أثر ذلك على حضورك في مخيلتهم!

5- التلقائية Automaticity

يقول Parr في كتابه: "إننا ننتبه دون وعي منّا وبشكل تلقائي إلى إشارات محدّدة، أو أصوات أو ألوان أوّ أيّ عوامل أخرى استنادًا إلى التباين بينها وبين ما يحيط بها".
فلون شعار شركة ما يسهم بنسبة كبيرة في تكوين رأي المستهلك أو العميل حول العلامة التجارية بأكملها. الأحمر مثلاً يعطي انطباعًا بالعنف، والأزرق يوحي بالهدوء والسكينة في حين يمثّل الأصفر النشاط والطاقة.
الألوان ليست وحدها العامل المؤثر في التنبيه التلقائي، درجة الحرارة تلعب أيضًا دورًا مهمًّا، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أنّ الأشخاص الذين يحملون مشروبًا ساخنًا في أيديهم يراهم الآخرون أكثر دفئًا من أولئك الذين يحملون مشروبًا باردًا مثلاً.
كيف تستفيد من التلقائية في جذب انتباه الآخرين؟
نحن بالتأكيد لا نطلب منك أن ترتدي زيّ المهرج لتلفت الأنظار إليك ولا أن تسير طوال الوقت حاملاً كوبًا من القهوة الساخنة أو حتى التحدّث بصوت عالٍ على الدوام، لكن يمكنك مثلاً فعل القيام بالآتي:البس ربطة عنق أو وشاحًا (إن كنتِ فتاة) ذا لون مميّز يتناسب مع باقي ثيابك فتلفت الأنظار إليك بذلك.
إن كنت على وشك اللقاء بشخص ما للمرة الأولى، تناول معه القهوة الساخنة أو أيّ مشروب دافئ، أمّا إن كنت ستجري اجتماعًا تتفاوض فيه مع الطرف الآخر فاجعل مشروبك مثلّجًا.
تذكّر دومًا أن نطق اسم الشخص هو في الغالب أفضل وأهمّ صوت له في أيّ لغة، لذا تعرّف على أسماء الآخرين وأحسن استخدامها أثناء الحديث معهم.

6- الإقرار والاعتراف Acknowledgment

الإقرار والاعتراف هو أحد أهمّ الأسباب التي تجعل الشركات الكبرى مثل جوجل تجذب إليها أمهر الخبرات والكفاءات على الدوام. مثل هذه الشركات تتعامل مع كلّ موظّف على أنه فرد متميّز وليس مجرّد شخص ثانوي من بين عشرات الموظفين.

البشر بفطرتهم يميلون إلى من يشعرهم بقيمتهم، ويمنحهم الإحساس بالانتماء إلى جماعة معيّنة. لذا حتى تتمكّن من جذب انتباه الآخرين من حولك قدّر إنجازاتهم واعترف بمميزاتهم وامدح مثابرتهم بعيدًا عن المجاملات المنمّقة أو المتصنّعة.

7- التأثير في الإطار الذهني Framing

يقول أحد الخبراء للكاتب Ben Parr: "إننا نعالج المعلومات التي تستقبلها عقولنا ضمن إطار ذهني مرجعي في عقولنا"، وبالتالي فإنّ التأثير في الإطار الذهني للآخرين أو تغيير إطارنا الذهني الخاصّ يسهم بشكل كبير في جذب انتباه الآخرين إلينا.
طريقتك في التعبير عن أمر ما واختيارك من الكلمات يلعب دورًا كبيرًا في تحديد ردّة فعل الطرف الآخر اتجاه ما تقوله.
لقد أجريت تجربة عام 1974 في جامعة واشنطن، حيث تمّ عرض مقطع فيديو لحادث اصطدام سيارتين معًا، وطُلب من المشاهدين الإجابة عن سؤال حول سرعة كلتا السيارتين أثناء الحادث. لكن طريقة طرح السؤال كانت مختلفة، إذ تمّ استخدام عدّة كلمات تعبّر عن كلمة "الاصطدام" مثل: "smashed" أو "bumped".
كانت السرعة التي اقترحتها المجموعة التي تمّ سؤالها باستخدام الكلمة الأولى أعلى بكثير من السرعة التي تمّ اقتراحها من المجموعة التي سُئلت باستخدام الكلمة الثانية. ذلك أنّ "smashed" تعطي انطباعًا بالاصطدام القوي الذي ينتج عنه حطام في حين توحي الكلمة الثانية بأنّ الاصطدام كان خفيفًا.
كيف تؤثر في الإطار الذهني للآخرين؟
يمكنك الاستفادة من هذا الأمر في جذب انتباه الآخرين إليك:اختر كلماتك بعناية، واحرص على جعل حديثك مشوّقًا وممتعًا.
عليك بالتكرار، فقد أظهرت عدّة دراسات أنّ تكرار عبارة معيّنة يجعل الآخرين يؤمنون بأنها حقيقة، لذا إن كنت ترغب في إيصال فكرة معيّنة لا تتردّد في تكرارها على مسامع الآخرين لتترسّخ في أذهانهم.

لا تتردّد إذن في تسخير قدرات الدماغ وطريقته في استقبال ومعالجة المعلومات من حوله لصالحك، واستخدامها لجذب اهتمام الآخرين وانتباههم إليك. 


المصدر:. weforum

تعليقات