كيف اتخلص من الغيرة من نجاح الاخرين ؟

كيف اتخلص من الغيرة من نجاح الاخرين ؟ 









هل يبدو لك هذا الشعور مألوفًا: حصل صديقك أو زميلك على ترقية في العمل، أو حقق نجاحًا ما، ربما اشترى منزلاً أكبر، أو أصبح يجني مالاً أكثر، وبدلاً من أن تشعر بالسعادة من أجله، تجد نفسك محبطًا بل وغاضبًا أحيانًا! وهناك جزء صغير منك يتمنى فشله!
لعلّك تحسّ بالإحراج من هذه المشاعر، لا يمكنك الاعتراف بها أمام بقية أصدقائك، كما يستحيل عليك أيضًا أن تخبر الشخص المعني بما تشعر به. لا يجدر بهذه المشاعر أن تكون في قلبك، ومع ذلك تجد أنّها تسيطر عليك وقد تؤدي أحيانًا إلى تدمير علاقاتك.
ستجد نفسك في البداية تفكّر بالآتي:إنهم لا يستحقّون ذلك.
  • إنهم يعتقدون بأنهم أعلى مرتبة مني.
  • إنهم بالفعل أعلى مني مرتبة.
  • لا أطيق البقاء حولهم.
  • أتمنى لو أرى فشلهم.

وتدريجيًا تتطوّر الأفكار لتتحول إلى أفكار سلبية تجاه نفسك مثل:هذا الأمر يعكس مدى تدني كفائتي مقارنة بهم.
  • إنني أستمر في التراجع والبقاء في الخلف.
  • سينظر إليّ الناس على أنني شخص فاشل.
  • كان بوسعي فعل ذلك.

وينتهي بك التفكير: "أيّ نوع من الأشخاص أنا، حتى أمتعض من نجاح الآخرين؟"....
اطمئن، إنك شخص عادي، لأن الغيرة شعور فطري موجود في كلّ مكان. إننا نرى العالم بمنظور المجموع الصفري zero-sum game، أيّ أنّه إذا فاز أحدهم فذلك يعني خسارة البقية، وهو مبدأ ليس صحيحًا دائمًا.

سنتعرّف من خلال مقال اليوم على أهم أنواع الغيرة ، وكيفية التغلب على الامتعاض من نجاح الآخرين.

كيف أتخلص من غيرتي من نجاح الآخرين؟ 


أظهرت العديد من الدراسات، أنّ الغيرة من الأصدقاء على الفيسبوك تساهم بنسبة 1.17% في الإصابة باكتئاب حقيقي! وقس على ذلك ما نراه على أرض الواقع، ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، فكيف تتغلّب على هذا الشعور بالامتعاض من نجاح الآخرين؟

إليك 6 طرق بسيطة لتحقيق هذا الأمر: 

1- لا تقارن نفسك بالآخرين

ترديد جمل من مثل: "لديه منزل أجمل من منزلي!" أو "إنها أنحف مني!" ليست طريقة صحية ولا صحيحة لقياس قيمتك. كما أنها ليست عادلة أيضًا، فالأمر أشبه بكونك تقارن التفاح بالبرتقال! لكلّ شخص نقاط قوّة خاصة، ومهارات وخبرات فريدة تختلف عن الآخرين. سيكون هنالك بالطبع من هو أغنى منك، أو أفضل منك في جانب من الجوانب، لكنك إذا أمعنت النظر في حياتك، ستجد أنّك في جوانب أخرى أفضل منه بكثير، فلا تضيّع وقتك إذن في الشعور بالغيرة والانزعاج من هؤلاء الأشخاص. تذكّر دومًا أنّ الشخص الوحيد الذي يتعيّن عليك مقارنة نفسك به، هو الشخص الذي كنت أنت عليه بالأمس.

2- لا تقلل من نجاحات الآخرين

ابتعد عن أفكار مثل: "لقد حصل على ترقية، لأنه يتملّق المدير كثيرًا!" أو "حصلت على الجائزة لأن عائلتها غنية جدًا!"، هذه الأفكار لن تفيدك بشيء سوى خلق المزيد من مشاعر البغض والكراهية. التقليل من نجاحات الآخرين لن يجعلك ناجحًا. لذا بدلاً من فعل ذلك، علّم نفسك على تقبّل إنجازات الآخرين والاعتراف بها دون إصدار أيّة أحكام.

3- كن أكثر وعيا بصورك النمطية 

من السهل وضع افتراضات حول الناجحين، لكنها قد لا تكون دقيقة دائمًا. أن يكون شخص ما غنيًا أو رجل أعمال شهيرًا لا يعني بالضرورة أنه وصل إلى ذلك المكان بطرق ملتوية. كن أكثر وعيًا بالصور النمطية والأفكار التي تشكّلها عن الأشخاص الناجحين، وبدلاً من إطلاق أحكام عامّة عنهم، احرص على التعرف عليهم شخصيًا ومعرفة المزيد عنهم.

4- لا تركز على نقاط ضعفك 

من السهل في كثير من الأحيان أن نركّز على نقاط ضعفنا ونقاط قوّة غيرنا، ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى الشعور بالغيرة ومن ثمّ الإحباط. لا ضير من التركيز على نقاط ضعفك التي تحتاج إلى التحسين، لكن ابتعد عن تضخيمها وإعطائها أكثر ممّا تستحق، واسع للعمل بجدّ للتغلّب عليها.

5- لا تحاول أن تكون القاضي في الحياة 

التركيز على العدل والظلم، أو على من يستحقّ حقًا النجاح ليس طريقة فعّالة حقًا لقضاء وقتك، وليس من شأنك أيضًا! وبدلا من أن تنفعك هذه الأفكار، فهي في الغالب تشعرك بالإحباط، وتشكّل عقبة تحول بينك وبين بذل قصارى جهدك للوصول إلى النجاح الذي تنشده. ببساطة، دع أمر الخلق للخالق وركّز على نفسك فقط!

6- حدّد معنى النجاح الخاص بك 

تذكّر دومًا أن حصول شخص ما على ما تتمناه أنت، لا يعني أنّك لن تتمكّن من الوصول إلى هذا الأمر أيضًا، فالكون مليء بالوفرة في جميع المجالات والفرص متاحة في كلّ مكان ومتجدّدة على الدوام. كلّ ما عليك فعله هو أن تسعى بجدّ إليها، لكن تأكد من أنك لا تتبع خطوات الآخرين، وأنك لا تطارد أحلام وطموحات الغير. 
حدّد ما يعنيه النجاح والسعادة والوصول إلى الهدف بالنسبة لك أنت. هذه الأمور نسبية، فقد تكمن السعادة بالنسبة لك في تكوين عائلة، وربما هي لشخص آخر الحصول على المال، ولشخص ثالث، هي السفر حول العالم وهكذا. ركّز على هدفك ودربك أنت، فكلّ دقيقة تقضيها في التفكير بنجاحات الآخرين هي دقيقة لم تنفقها في العمل على تحقيق نجاحك أنت. 

خلاصة الموضوع إذن هي أنّ الغيرة والامتعاض من نجاحات الآخرين أمر طبيعي وشائع جدًا في يومنا هذا، ولكن ذلك لا يعني أنّها أمر صحيح وجيّد، على العكس فهي تضيع من وقتنا الكثير. لذا لابدّ لنا دومًا من تذكير أنفسنا بضرورة التركيز على أهدافنا ودربنا، بدلاً من إنفاق وقتنا في النظر إلى ما يملكه غيرنا. ليس هذا وحسب، لتكن المقارنة الوحيدة التي نجريها في حياتنا، هي بين أنفسنا وبين الشخص الذي كنّا عليه بالأمس.

 المصادر: forbes، psychologytoday ، موقع فرصة 

تعليقات