7 طرق يتمكن بها عقلك من خداعك

7 طرق يتمكن بها عقلك من خداعك





هل تملك كوبًا مفضّلاً يُشعرك بأن طعم الشاي مختلف فيه؟ هل تفضّل التقاط الأشياء البعيدة عنك بيدك اليمنى؟ وهل خطر لك أنّ رغبتك في تأجيل أعمالك قبل الأحداث المهمّة في حياتك هو مجرّد خدعة من نسج عقلك؟!
أجل، فالكثير من الأمور التي نقوم بها، ونوعز سببها إلى العادات، هي في الواقع حيل انطلت علينا بعد أن أقنعتنا بها عقولنا. وفي مقال اليوم سنتعرّف على عدّة طرق يتمكّن بها عقلك من خداعك.

1- للعينين قدرة على تغيير مذاق الطعام!

يبدو أنّ مقولة: "العين تأكل قبل الفم" ليست خاطئة تمامًا. فقد أظهرت دراسة أنّ لون الأطباق التي يُقدّم فيها الطعام قد تغيّر نكهته ورائحته!
على سبيل المثال، فمشروب الشوكولا الساخنة سيبدو لك ألذّ إن كان في كوب برتقالي أو كريمي اللون. وحلوى الجيلاتين بالفراولة ستظهر لك أشهى إن هي قُدّمت في صحن أبيض اللون. كما أن الليموناضة ستكون جذّابة أكثر إن سُكبت في كوب شفاف اللون!

وهذا هو السبب بالضبط الذي يجعل الأشخاص يمتلكون أكوابًا أو صحونًا مفضّلة. فيما يلي بعض الحقائق الأخرى المثيرة للاهتمام فيما يتعلّق بالألوان والأطعمة:الأطباق الصفراء اللون ستجعل رائحة الليمون تبدو أقوى.
المشروبات الباردة تكون ألذّ إن تمّ تقديمها في أكواب ذات ألوان باردة (الأزرق، البنفسجي...الخ).
يصبح الطعام أكثر حلاوة إن تمّ تقديمه في صحون وردية اللون.

2- اليد اليمنى تبدو لك أطول من اليد اليسرى

هل سبق لك أن حاولت التقاط شيء من خزانة المطبخ بيدك اليسرى فلم تستطع الوصول إليه؟ فمددت يدك اليمنى، وللعجب الشديد فقد وصلت!
في دراسة نشرت على موقع الجمعية الأمريكية لعلم النفس سنة 2009، ظهر أن اليد اليمنى تبدو في الغالب أطول بإنش واحد على الأقل من اليد اليُسرى. غير أنّ هذا الأمر لا يلاحظه إلاّ من يستخدمون يدهم اليمنى فقط، أمّا الشخص الأعسر فلا يلاحظ هذا الفرق إطلاقًا!

3- نحن نفكّر بأنفسنا في المستقبل تمامًا كما نفكّر بشخص غريب

تخيّل أنّ يوم الغد بالنسبة إليك هو يوم مهمّ للغاية، وعليك البدء بالتجهيز والإعداد له، لكنك مع ذلك تجد نفسك تشاهد فيلمك المفضّل، وتقضي وقتك في احتساء كوب من الشاي والاستمتاع بوقتك مؤجّلاً كلّ تلك المهام التي يتعيّن عليك إتمامها.

هل سبق لك أن فكّرت في السبب وراء ذلك؟ حسنًا الأمر لا يتعلّق فقط بعادة التأجيل السيئة التي عوّدت نفسك عليها، فعقلك يفكّر بطريقة مختلفة عمّا تعتقد. حينما تفكّر بنفسك في المستقبل، يتخيّل الدماغ شخصًا آخر غير أنفسنا. إنّه يفكر بأن شخصًا آخر هو من سيتعامل مع النتائج السلبية المترتبة على التأجيل والتأخير. وأنّ هذا الشخص "الغريب" هو من سيتدبّر الأمر ويحلّ المشكلة.

4- لا يلحظ الدماغ في كثير من الأحيان التغيرات البديهية من حوله

يوجد لهذه الظاهرة في الواقع إسم خاصّ بها، وهو "عمى عدم الانتباه" أو الـ Change Blindness. وهي طريقة دفاعية يستخدمها تتيح له عدم معالجة جميع المعلومات التي يتلقاها باستمرار في لحظة معيّنة. وللتأكد من مدى صحّة هذه الظاهرة، فقد أجرى عدد من العلماء تجربة على مجموعة من الطلبة الذين ذهبوا لإجراء مقابلات وظيفية.

تمّ استقبال هؤلاء الطلبة من قبل أحد الموظفين الذي ساعدهم في ملأ طلب التقديم، وفي لحظة من اللحظات، تبادل هذا الموظف الأماكن مع زميل له، غير أنّ الغالبية العظمى من الطلاب لم يلحظوا هذا التغيير على الرغم من أنّ الموظفين يختلفان عن بعضهما كلّ الاختلاف!
تخيّل إذن كمّ التفاصيل من حولنا التي نغضّ الطرف عنها.

5- نجاحك قد يكون سببًا في تراجعك للوراء!

في دراسة أخرى نُشرت على موقع Psychology Today  تمّ تقسيم عيّنة الاختبار على مجموعتين. كانت كلتا المجموعتين ملتزمة بحمية غذائية، وتمكّنت بالفعل من تحقيق نتائج ملموسة.

تمّ امتداح المجموعة الأولى على ما حققته من نتائج، في حين لم تتلقى المجموعة الثانية أيّ تشجيع أو مدح، وبعدها عُرضت على المجموعتين مكافأة من اختيارهم: حبّة تفاح أو قطعة من الشوكولا. اختار 85٪ ممن تمت الإشادة بهم في المجموعة الأولى الشوكولا، في حين اختار 58٪ فقط من المجموعة الثانية الشوكولا.
الخلاصة هي أنّ دماغك يميل للبحث عن أعذار من أجل التراخي والتكاسل، وهو ما قد يكون سببًا في فشلك.

6- كلّما قلّ تقديرك لذاتك زادت جاذبية الآخرين في نظرك

تمّ إجراء تجربة بسيطة في جامعة سيدني، حيث تمّ عرض 3 صور لشخصيات مشهورة على مجموعة من الأفراد. بحيث تمّ الإبقاء على إحدى الصور كما هي، والتلاعب بالصورتين الأخريين، لتبدو الشخصية في إحداهما أكثر بدانة ممّا هي عليه في الواقع، وفي الأخرى أنحف.

تمّ بعدها سؤال الأفراد عن الصورة الحقيقية. وكانت النتيجة كالتالي:الأشخاص الذين كانوا يشعرون بالرضا عن أنفسهم عثروا على الصورة الحقيقية بسهولة.
الأشخاص الذين كانوا يعانون من الوزن الزائد اختاروا الصورة التي تظهر فيها الشخصية أنحف من الواقع.
الأشخاص الذين كانوا يعانون من النحافة المفرطة، اختاروا الصورة التي تظهر في الشخصية أكثر بدانة من الواقع.

هذه التجربة لا تنطبق فقط على النحافة والبدانة، بل يمكن تطبيقها على مختلف المشكلات، وستكون النتيجة واحدة. والخلاصة أنّ الحقيقة تكون في الغالب مشوّهة في أعيننا اعتمادًا على مخاوفنا الخاصّة وأوجه النقص في حياتنا. لأننا نعتقد دومًا أننّا الوحيدون الذين نعاني من هذه المشكلة. وما لم يكن تقديرنا لذاتنا مرتفعًا فسوف نرى الجميع أفضل منّا وأجمل وأروع حتى لو لم يكن ذلك حقيقيًا.

7- لا يمكن للدماغ التفريق بين الحقيقة والخيال

هنالك الكثير من الأدلّة التي تدعم نظرية عدم قدرة الدماغ على التفريق بين الحقيقة والخيال، منها ما يلي:
في إحدى التجارب طُلب من مجموعة أن تعزف على البيانو، وطُلب من الأخرى أن تتخيّل بأنها تعزف على البيانو. في كلتا الحالتين كانت ردّة فعل الدماغ واحدة.
ثبت علميًا أنّ أفكارنا ومشاعرنا مترابطة. حيث تحدث التفاعلات الكيميائية في الجسم بغضّ النظر عمّا إذا كان الموقف الذي تعيشه حقيقيًا أو متخيّلاً. إذ أنّك وبمجرّد أن تتخيّل نفسك تقوم بأمر مفرح سيتمّ إفراز هرمون السيروتونين في جسدك (هرمون السعادة)، تمامًا كما سيحدث عندما تعيش فعلاً موقفًا سعيدًا!

المثير للاهتمام أنّ عقلك قد يدمج بين أكثر من خدعة ليؤثر على تصرّفاتك وردّات فعلك. فمثلاً، هل سبق لك أن سمعت النصيحة القائلة: "لا تخبر أحدًا بأحلامك الكبيرة".

أتعرف السبب وراءها؟
ذلك لأنك إن فعلت، فعلى الأغلب سيمتدحك أصدقاؤك وزملاؤك، وسيشعر دماغك أنّه حقّق نجاحاً بالفعل (لأنه لا يفرّق بين الحقيقة والخيال)، فتتقاعس وتتكاسل (لأن النجاح يجعلك أحيانًا أكثر تراخيًا)، وقد ينتهي بك الأمر متخليًا عن هذه الأحلام والطموحات!

أيّ هذه الحيل تجد أنك تقع فريسة لها أكثر من غيرها؟ وهل تعتقد أنّك قادر الآن على التغلّب عليها، أو الاستفادة منها لصالحك؟ شاركنا رأيك من خلال التعليقات، ولا تتردّد في التسجيل في موقعنا لتصلك المزيد من المقالات المفيدة والممتعة.

تعليقات